كولومبيا في حاجة ماسة إلى زيادة إنتاجها النفطي
وقد ألحق وباء COVID-19 خسائر فادحة بشكل خاص بصناعة النفط والغاز المعتمدة اقتصاديا في كولومبيا.
وانخفض الاستثمار في قطاع النفط والغاز بنحو 50٪ في عام 2020.
وتحتاج كولومبيا بشدة إلى زيادة إنتاج النفط والغاز.
بعد عام 2020 القاسي حيث تسبب مزيج من الأسعار الأضعف بشكل حاد لوباء COVID-19 في انخفاض الاستثمار والإنتاج، بدأت تظهر تساؤلات حول جدوى قطاع الهيدروكربونات في كولومبيا. يذكر ان النفط , التى كانت تعتبر ذات يوم محركا قويا للمعجزة الاقتصادية التى تشهدها هذه الدولة الواقعة فى امريكا اللاتينية , قد بدأ يظهر بسرعة كتهدي للانتعاش الاقتصادى فى كولومبيا من وباء / كوفيد - 19 / . النفط الخام هو الصادرات القانونية الرئيسية لكولومبيا(الإسبانية) بعد أن حقق 9 مليارات دولار للأشهر ال 9 الأولى من عام 2021 أو 32٪ من إجمالي صادرات البلاد الأنديز من حيث القيمة. ومن ثم الفحم والبن، والتي في 12٪ و 7٪ على التوالي، أن جولة من أعلى 3 صادرات كولومبيا من حيث القيمة. كما أن النفط مسؤول عن 3٪(إسباني) من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد التي مزقتها الأزمة. ولهذه الأسباب، فإن صناعة النفط في كولومبيا هي المحرك الرئيسي للاقتصاد، وترتبط العملة المحلية، البيزو، بسعر النفط الخام.
وقد أثر الانخفاض الحاد في أسعار النفط،الذي حدث منذ أواخر آب/أغسطس 2014 فصاعدا، وأعقبه الوباء تأثيرا حادا على صناعة النفط الكولومبية الحيوية اقتصاديا. وكانت تلك الأحداث مسؤولة عن هبوط الاستثمار الصناعي بشكل حاد منذ عام 2015. وخلال عام 2020 وحده، انهارت الاستثمارات بنسبة 48٪ مقارنة بالعام السابق لتصل إلى 2.05 مليار دولار، وهو أدنى مستوى لها منذ عام 2016 عندما انخفض خام برنت إلى أقل من 27 دولارا للبرميل، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى انهيار أسعار النفط الناجم عن الوباء. بعد أن بلغ إنتاجه النفطي ذروته في المتوسط بما يزيد قليلا عن مليون برميل يوميا خلال عام 2013، انخفض إنتاج النفط في كولومبيا باطراد، ليصل إلى متوسط منخفض شهري لعدة سنوات بلغ 649,151 برميل يوميا خلال يونيو/حزيران 2021 مع تفاقم الاحتجاجات المناهضة للحكومة للرياح المعاكسة الحالية للإنتاج. وبحلول عام 2020، بلغ متوسط إنتاج النفط في كولومبيا 781,300 برميل يوميا، وهو أدنى مستوى له منذ عام 2009، وبلغ متوسط إنتاجها 733,561 برميلا يوميا (إسبانيا) فقط في الفترة من يناير/كانون الثاني إلى سبتمبر/أيلول 2021.
المصدر: وزارة المناجم والطاقة في كولومبيا، تقييم الأثر البيئي للولايات المتحدة.
واعتبرت الحكومة الوطنية في بوغوتا مليون برميل من النفط الخام يوميا هو مستوى الإنتاج المثالي لدفع النمو الاقتصادي الذي كان مثيرا للإعجاب في كولومبيا، والذي بلغ أعلى مستوى له منذ عدة عقود عند 6.9٪ في عام 2011 مع اكتساب الطفرة النفطية الأخيرة والإنتاج زخما. ومنذ ذلك الحين، توقف النمو فعليا بسبب انخفاض إنتاج النفط الخام، و ليونة أسعار النفط، وتداعيات الوباء. وخلال عام 2017، لم يتوسع الناتج المحلي الإجمالي إلا بنسبة ضئيلة قدرها 1.4٪ والتي ارتفعت إلى 2.6٪ ثم 3.3٪ بحلول عام 2018 و2019 على التوالي قبل أن تهبط بنحو 7٪ خلال عام 2020 مع تأثير الوباء بشكل حاد على اقتصاد كولومبيا.
وتكافح هذه الدولة الانديزية التى مزقتها الصراعات لاستئناف صناعتها النفطية وتنمية الانتاج وكذا احتياطى البترول . وخلال سبتمبر/أيلول 2021، ضخت كولومبيا ما متوسطه 744,173 برميلا من النفط الخام يوميا، وهو ما يقل بمقدار نصف نقطة مئوية عن أغسطس/آب وأقل بنحو 1٪ عن نفس الفترة من عام 2020.
المصدر: وزارة المناجم والطاقة في كولومبيا، تقييم الأثر البيئي للولايات المتحدة.
وهذا يشير إلى أنه ما لم تحدث زيادة ملحوظة في إنتاج النفط الخام خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2021، فإن كولومبيا ستضخ هذا العام كميات أقل من النفط مقارنة بعام 2020 عندما تسبب الوباء في انخفاض الإنتاج.
ولا يزال نمو الإنتاج إشكاليا على الرغم من توقعات جمعية البترول الكولومبية بأن الاستثمار في صناعة النفط سوف يتوسع بنسبة 51٪ على الأقل على مدار العام إلى 3.1 مليار دولار لعام 2021. هذا واضح من أحدث بيكر هيوز ريج كونت، وهو مقياسجيد بالوكالة لنشاط الصناعة. وفي نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2021، كان هناك 23 حفارة حفر نشطة في كولومبيا، أي بزيادة أكبر بشهرين تقريبا عن الشهر السابق، أي ما يقرب من ضعف الحفارات النشطة ال 12 لنفس الفترة من عام 2020، ولكن ست منصات أقل من سبتمبر/أيلول 2019.
المصدر: بيكر هيوز، وكالة الطاقة البيئية الأمريكية.
ويشير عدم القدرة على توسيع الإنتاج على الرغم من الارتفاع الهائل في عام 2021، حيث ارتفع خام برنت بنسبة مذهلة بلغت 56٪ منذ بداية العام ليبيع بنحو 80 دولارا للبرميل، إلى قضايا أوسع نطاقا تعوق انتعاش صناعة النفط. ومن بين الرياح المعاكسة مخاطر أمنية كبيرة مع الهجمات على خطوط الأنابيب وغيرها من البنية التحتية الحيوية للصناعة بما في ذلك رؤوس الآبار التي تؤثر على العمليات. بيد ان خطوط الانابيب هى الوسيلة الوحيدة الفعالة من حيث التكلفة لنقل البترول الخام عبر التضاريس الوعرة للدولة الانديزية ، لانها تمر عبر المناطق النائية ، ومعرضة للتخريب ، ويتعرضون بشكل غير قانونى لسرقة البترول ، ومشكلة متنامية فى كولومبيا .
تعد خطوط انابيب البترول الكولومبية , وخاصة خط انابيب كانو ليمون كوفناس الذى يبلغ 210 الاف برميل يوميا , اهدافا شعبية للتخريب من قبل العصابات اليسارية . وكان آخر هجوم لخط الأنابيب في أوائل عام 2021، ومنعت السلطات هجوما آخر مخططا له من قبل آخر جماعة يسارية يسارية متبقية في كولومبيا هي جيش التحرير الوطني (ELN - الأحرف الأولى من الإسبانية) بعد ثلاثة أشهر. كما أعلن جيش التحرير الوطني مسؤوليته عن سلسلة من هجمات أكتوبر/تشرين الأول 2021 على البنية التحتية للطاقة المملوكة لشركة النفط الوطنية الكولومبية إيكوبترول بالقرب من حقل لا سيرا إنفانتيس النفطي الواقع بالقرب من مدينة بارانكابيرميا. كما تشكل الاضطرابات المدنية تهديدا مستمرا لصناعة النفط الكولومبية، لا سيما مع تدهور رخصتها الاجتماعية في المجتمعات الإقليمية. وخلال مايو/أيار ويونيو/حزيران 2021، انخفض إنتاج النفط بشكل حاد، إلى أدنى مستوى له منذ عدة سنوات عند 650,884 برميل يوميا، حيث اجتاحت الاحتجاجات المناهضة للحكومة البلاد ردا على محاولة فاشلة لزيادة الضرائب. وحدوث غزوات حقول النفط والحصار من جانب المجتمعات المحلية أمر معتاد. كما أن انعدام الأمن المتزايد هو نتيجة لارتفاع حاد في إنتاج الكوكايين، فضلا عن تزايد انعدام القانون في المناطق النائية التي تعمل فيها صناعة النفط في كولومبيا، مما أدى إلى زيادة كبيرة في المجازر.
ومن المخاطر الرئيسية الأخرى الناشئة عن المخاطر الأمنية المتزايدة نقص أنشطة الاستكشاف، مما يعني أن احتمال انخفاض احتياطيات النفط المؤكدة في كولومبيا (الإسبانية) إلى 1.8 مليار برميل ضئيل. وتقدر نسبة إنتاج هذه الاحتياطيات بالمعدل الحالي بما يزيد قليلا عن 6 سنوات، مما يبرز الحاجة الملحة التي تحتاج كولومبيا إلى تكثيف أنشطة التنقيب عن النفط وتطويره. وتشكل الزيادة الحادة في العنف، ومعظمها في المناطق النائية التي توجد فيها احتياطيات النفط في كولومبيا، رادعا كبيرا للاستثمار في العمليات البرية، ولا سيما استكشاف أحواض الهيدروكربونات النائية. وإلى جانب ردع الاستثمار الأجنبي في مجال الطاقة، تؤثر هذه الأحداث على عمليات صناعة النفط البرية في كولومبيا مما يؤدي إلى انخفاض الإنتاج ونقص نشاط الاستكشاف.