الكويت تتطلع إلى صندوق ثروة ضخم لتجاوز النفط
ربما أصبح صندوق الكويت للحياة بعد النفط أحد أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم بفضل صناعة النفط الصحية في البلاد، حيث يواصل الاستعداد لحياة ما بعد النفط حيث يستثمر بكثافة في هذا القطاع في حين أنه لا يزال قادرا على ذلك. يعتقد أن صندوق الأجيال القادمة، الذي تديره هيئة الاستثمار الكويتية، يستحق كل هذا العناء. 700 مليار دولار في الوقت الحاضر، وفقا لمصادر في البلاد، بعد إغلاقها عند 670 مليار دولار في نهاية السنة المالية في آذار/مارس، مما يجعلها أكبر صندوق نفطي في العالم بعد النرويج والصين.
وقد نما الصندوق باطراد في السنوات الأخيرة مع محاولة الكويت استثمار الأموال المكتسبة من النفط والغاز للحد في نهاية المطاف من اعتمادها على القطاع. ويقع حوالي نصف استثماراتها في الولايات المتحدة، حيث تشهد الكويت عائدا كبيرا على أسهمها وأسهمها من مؤشر ستاندرد آند بورز 500، بعد عام غير مؤكد خلال الوباء.
ومع ذلك، سلط الكثيرون الضوء على ضرورة تنويع اقتصاد الكويت إلى ما هو أبعد من النفط والغاز لسنوات، مما شجع البلاد على عدم وضع كل بيضها في سلة واحدة. وأشار تقرير صدر في وقت سابق من هذا العام إلى أن انخفاض الطلب العالمي في عام 2020، مدفوعا بالوباء، وتخفيضات أوبك+ في الإنتاج هذا العام قد خفضت الدخل من النفط الكويتي.
وبسبب اعتمادها على النفط، وغيرها من الآثار السلبية للوباء، شهدت الكويت انخفاضا بنسبة 8 في المائة في ناتجها المحلي الإجمالي في عام 2020. لكن التوقعات تبعث على الأمل لأن البلاد تتوقع نمو ناتجها المحلي الإجمالي بنسبة 2.5 في المائة في عام 2020، بسبب زيادة الاستثمار في قطاعها غير النفطي.
ومع تحسن انتعاش الطلب على النفط باطراد، من المتوقع أن تخفض أوبك+ التخفيضات خلال أشهر الصيف لاستئناف مستويات الإنتاج قبل الوباء. بالإضافة إلى ذلك، فإن عملية إطلاق اللقاح البطيئة في الكويت بدأت أخيرا في التسارع، مما يعني أنه من المتوقع أن تخف القيود حتى تتمكن الشركات من إعادة فتح أبوابها. لكن العام ونصف العام الماضيين من الاضطرابات علمت الكويت أنها لا تستطيع الاعتماد فقط على قطاع النفط فيها إلى الأبد.
الكويت ليست الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تبحث عن تنويع اقتصادي أكبر حيث أدركت العديد من دول الخليج أهمية الاستثمار خارج النفط خلال انهيار أسعار النفط عام 2014، على الرغم من أن العديد منها لم يكن مستعدا لهذا الانهيار مما أدى إلى الحاجة إلى سياسات تقشفية.
وقد اعتمدت البحرين والكويت وعمان وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بشكل كبير على النفط والغاز على مدى نصف القرن الماضي، وبناء اقتصاداتها على أساس الطاقة. والآن، ينظر العديد منهم إلى الهيدروجين وخيارات الطاقة المتجددة الأخرى كوسيلة لتحديث قطاعات الطاقة القوية بالفعل بما يتماشى مع الطلب العالمي على الطاقة الأكثر مراعاة للبيئة.
لكن الكويت لا يزال أمامها طريق طويل، وفقا لتقرير موديز، حيث من المتوقع أن تستمر الاستثمارات الثقيلة في النفط والغاز طوال عشرينيات القرن العشرين. وتشير مودي إلى أنه لم يتم إحراز تقدم يذكر منذ انهيار عام 2014، على الرغم من محاولات التنويع، وسيستمر الاعتماد على النفط في المنطقة على الأقل خلال العقد المقبل. وفي الوقت الحاضر، لا يزال إنتاج النفط والغاز في دول الخليج يساهم بنحو 20 في المائة في الناتج المحلي الإجمالي، ويمثل 65 في المائة من إجمالي الصادرات وحوالي 50 في المائة من إيرادات الدولة.
ويوضح ألكسندر بيرجيسي، نائب الرئيس وكبير المحللين في موديز، أن "الخطط المعلنة لتعزيز القدرة الإنتاجية للهيدروكربونات والالتزامات الحكومية بضرائب صفرية أو منخفضة جدا تجعل من غير المرجح أن يتناقص الاعتماد الكبير على الهيدروكربونات بشكل كبير في السنوات المقبلة".
لذا، ففي حين يبشر صندوق الثروة النفطية الكويتي ببشرة كبيرة، فإن أمام البلاد والمنطقة طريقا طويلا قبل أن يتمكنا من تقليل اعتمادهما على النفط والغاز، حيث ستواصل الكويت ومعظم دول الخليج الأخرى الاستثمار بكثافة في هذه الصناعة طالما بقي الطلب العالمي قائما.