صفقة شيفرون النفطية الأخيرة مع العراق هي واحدة لمشاهدة
صرحت الحكومة فى بغداد لشركة البترول الوطنية العراقية التى تم انعاشها حديثا بالتفاوض مباشرة مع شركة شيفرون الامريكية العملاقة للبترول لتطوير حقل الناصرية النفطى الذى تأخر طويلا فى محافظة ذيقار الجنوبية ، وفقا لما ذكرته عدة مصادر اخبارية محلية .
وقد طرحت فكرة تطوير حقل الناصرية النفطي الذي يبلغ 4،36 مليار برميل من قبل سلسلة سريعة من الحكومات في العراق منذ اكتشافه من قبل شركة النفط العراقية في 1975. وقد وضعت الخطة الاصلية لتطوير هذا المجال على اساس مستقل على الرف فى الفترة التى سبقت الحرب الايرانية العراقية التى بدأت فى عام 1980 واستمرت حتى عام 1988 . وفي نهاية المطاف، دخل الحقل حيز التنفيذ في عام 2009 وأدرج في خطة التنمية السريعة للفترة 2009-2010، التي تهدف إلى رفع إنتاجه إلى ما لا يقل عن 000 50 برميل يوميا في المرحلة الأولى.
في النصف الأول من عام 2009، كانت شيفرون واحدة من أربع شركات نفط دولية ،جنبا إلى جنب مع شركة إيني الإيطالية، ونيبون أويل اليابانية، و ريبسول الإسبانية، التي دعيت لتقديم عطاءات لتطوير الحقل على أساس عقد بناء المشتريات الهندسية (EPC). ثم بدا أن الكونسورتيوم الياباني بقيادة نيبون أويل، والذي يضم إنبيكس، وشركة جي جي سي، سيفوز بالعقد قبل أن تنهار المفاوضات مرة أخرى.
وفي عام 2014، بذلت جهود جادة لإحياء تطوير حقل الناصرية ضمن النطاق الأوسع ل "مشروع الناصرية المتكامل" الذي شمل أيضا تطوير مواقع نفطية أقل ملحقة لموقع الناصرية الرئيسي وبناء مصفاة 300 ألف برميل يوميا. وقد شجعت التغييرات التي أمرت بها الحكومة على عقد الخدمات التقنية العراقي الأصلي العطاءات الخاصة بهذا المشروع الأوسع نطاقا والتي كانت تهدف إلى معالجة قلق العديد من شركات الطاقة العراقية التي رأت أن نموذج العقد لا يرقى إلى نموذج عقود تقاسم الإنتاج الذي تفضله.
وخلافا للعقود السابقة، عرض البديل الجديد لحوكمة النفط على المستثمرين حصة في إيرادات المشاريع، ولكن فقط عندما يبدأ الإنتاج، وستدفع وزارة النفط تكاليف الاسترداد اعتبارا من تاريخ بدء العمل. وهذا يختلف عن العقد السابق الذي لم تدفع فيه التكاليف إلا عندما رفع المقاول الإنتاج بنسبة 10 في المائة. ومع ذلك، سيظل على المستثمرين دفع ضرائب بنسبة 35 في المائة على الأرباح التي حققوها من مشروع الناصرية، وهو نفس المبلغ الذي دفعوه في الصفقات السابقة.
وفي تلك المرحلة من عام 2014، كانت شركة الهندسة والبناء الدولية فوستر ويلر قد أكملت بالفعل دراسة هندسية وتصميمية للواجهة الأمامية للمصفاة، وكان هناك 12 من مقدمي العروض المحتملين على القائمة. وتتألف هذه الشركات من: شركة ريلاينس للصناعات الهندية، وشركة النفط والغاز الطبيعي، وشركة إيسار للنفط، وشركة روسنفت الروسية، وشركة لوك أويل، وشركة زاروبيزنفت الفرنسية، وشركة توتال الفرنسية، وشركة موريل آند بروم، وشركة سي إن بي سي الصينية، وشركة براون إنرجي الأميركية، وفريق العطاءات الياباني المشترك من جي جي سي وتوين جنرال، وشركة جي إس للهندسة والبناء في كوريا الجنوبية.
ونظرا لمخاوف اللجنة الأولمبية الدولية منذ فترة طويلة بشأن الشفافية القانونية والمحاسبية والمالية في العراق، فقد فشلت مبادرة عام 2014 لتطوير حقل الناصرية النفطي. وكما لخصتها المنظمة الدولية المستقلة غير الحكومية الشفافية الدولية في "مؤشر مدركات الفساد"فإن العراق يوضح ما يلي: "الاختلاس الواسع النطاق، والاحتيال في المشتريات، وغسل الأموال، وتهريب النفط، والرشوة البيروقراطية الواسعة النطاق التي قادت البلاد إلى أسفل التصنيفات الدولية للفساد، وغذت العنف السياسي وأعاقت بناء الدولة وتقديم الخدمات على نحو فعال".
في عام 2017، خففت الصين من توجيهها في العامين السابقين لجميع شركات الهيدروكربونات المملوكة للدولة لخفض الميزانيات. ومن الجانب العراقي، تزامن ذلك مع زخم جديد لتسريع أكبر قدر من الإنتاج من جنوب البلاد قبل الفوضى في إمدادات النفط من الشمال التي كان من المرجح أن تنجم (وفعلت) عن استفتاء استقلال كردستان الذي سيجرى في أيلول/سبتمبر.
ثم أدت هذه العوامل إلى اقتراح شركة سينوبك الصينية وشركة بتروتشاينا التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يؤدي إلى طرح خطة التنفيذ الوطنية كجزء من "مشروع الجنوب المتكامل" الأوسع نطاقا. ويهدف مزود طاقة النفط (الذي أعيد تسميته لاحقا باسم "مشروع جنوب العراق المتكامل") إلى زيادة الإنتاج عبر حقول النفط الجنوبية في العراق، وكذلك إلى بناء البنية التحتية ذات الصلة، بما في ذلك خطوط الأنابيب وطرق النقل وبناء المشروع المشترك لإمدادات مياه البحر.
وقال مصدر يعمل بشكل وثيق مع وزارة النفط العراقية OilPrice.com "قال الصينيون إنهم سينفقون 9 مليارات دولار على المصفاة [المتعلقة بالخط الوطني الوطني] والمرحلة الأولى لتطوير الناصرية، ولكن بموجب شروط عقود النفط العراقية، سيتعين على العراقيين سداد هذه التكلفة للصينيين من قيمة النفط المسترد". . وكان رد الفعل الأولي من وزارة النفط هو رفض العرض، والقول بأن التطوير يجب أن يكلف حوالي 4 مليارات دولار فقط، وهو ما رفضه الصينيون بدورهم رفضا قاطعا".
وكان للصينيين مطالب أخرى كانت مبشورة بشأن العراق في ذلك الوقت أيضا. وقال المصدر " ان الصين تريد ايضا ان تحصل شركاتها على تكاليفها فى اطار زمنى اقصر بكثير من معظم المشروعات المماثلة الاخرى " . وأضاف "هذا يعني أنهم كانوا يطلبون فعليا رسم مكافأة للبرميل بعلاوة قدرها 15 في المائة على أعلى حد أقصى للرسوم التي تدفع لأي شركة في العراق مقابل حقل منتظم لإنتاج النفط الخام، وهو 6 دولارات للبرميل إلى بتروتشاينا للأهداب". وقال OilPrice.com: "هذا يعني أن الصينيين سيحصلون على حوالي 6.90 دولار للبرميل، أي أكثر من سونانغول [أنغولا] لاستخراج النفط الثقيل في نجمة [6 دولارات للبرميل] والقيارة [5 دولارات للبرميل] وسيقزم 1.49 دولار للبرميل الذي تحصل عليه بتروناس [الماليزية] لنفس نوع حقل غربف". وأكد أن "الصين طالبت أيضا بأن تمنح سندات [عراقية] مدعومة من الحكومة لكامل المبلغ [9 مليارات دولار] الذي يمكن صرفه إذا لم يبدأ التطوير في توليد كميات كبيرة من النفط بسرعة".
ونظرا للتاريخ السلبي للتعامل مع الصين بشأن مشروع الناصرية وحقيقة أن روسيا محتلة في أماكن أخرى من البلاد والمنطقة، قد تكون الولايات المتحدة في وضع إيجابي غير عادي للقيام بدور كبير إما في تطوير حقل الناصرية وحده أو في خطة التنفيذ الوطنية الأوسع نطاقا. وقد تعزز ذلك من خلال الاستعداد الواضح لزعيم العراق الفعلي - رجل الدين الشيعي المتشدد مقتدى الصدر - للتعامل مع حليفة الولايات المتحدة، المملكة العربية السعودية، والتحول في اللهجة من لاعب رئيسي واحد في عائلة الحكيم ذات النفوذ في العراق.
ويبقى أن نرى ما إذا كان هذا التحول في الموقف تجاه القيام بأعمال تجارية كبيرة ودائمة مع الولايات المتحدة عبر قطاعات النفط والغاز والبتروكيماويات حقيقيا، أو ما إذا كان مجرد لعب ألعاب معتاد من قبل بغداد للحفاظ على تدفق الأموال من واشنطن، ولكن العدد الكبير من الصفقات التي تم الإشارة إليها مؤخرا تبدو مواتية في هذه المرحلة.