خط أنابيب إيراني يخرق العقوبات يقوم بأول شحنة في يونيو
ومن المقرر ان يشحن خط انابيب النفط الايرانى جوريه - جاسك اول نفط خام له فى يونيو ، حيث تم الانتهاء من جميع اعمال البناء الاسبوع الماضى . وسيمكن خط الأنابيب هذا إيران من نقل كميات ضخمة من النفط من حقول النفط الرئيسية عبر غوريه في منطقة شعيبية - يي الغربي الريفية في محافظة خوزستان على بعد 1100 كيلومتر إلى ميناء جاسك في محافظة هرمزغان على خليج عمان.
إن خط الأنابيب الذي يبلغ 42 بوصة أمر بالغ الأهمية لقدرة إيران على الاستمرار في الالتفاف على العقوبات التي تقودها الولايات المتحدة ضدها وتعزيز قاعدة عملائها المزدهرة في آسيا. وعلى الرغم من ظهور دلائل في الأيام الأخيرة على احتمال ظهور تكرار جديد لخطة العمل الشاملة المشتركة ("الاتفاق النووي")، إلا أن إيران تعتبر خط أنابيب غوره-جاسك أهم طريق استراتيجي لتصدير النفط لتجنب أن يكون مدينا لرغبات الولايات المتحدة في المستقبل.
وبدون وجود خط أنابيب غوره-جاسك، اضطرت إيران إلى التراجع عن العقوبات الأمريكية التي أعيد فرضها بعد انسحاب واشنطن من جانب واحد من «خطة العمل الشاملة المشتركة» في أيار/مايو 2018 من خلال ثلاث طرق مجربة ومجربة. وتشمل هذه الخطوات: أولا، إعادة تصنيف النفط الإيراني في النفط العراقي على الحدود وفي خزانات النفط المشتركة بين الحليفين حيث يباع على أنه نفط عراقي، ولكن الجزء الأكبر من العائدات يذهب إلى طهران؛ والجزء الأكبر من العائدات يذهب إلى طهران؛ و"إعادة تصنيف النفط الإيراني" في "النفط العراقي" على الحدود مع الدولتين. ثانيا، استخدام وسطاء دوليين لإخفاء تحركات النفط الإيرانية تحت ستار عملاء آخرين؛ وثالثا، إخفاء شحنات النفط وطرق التصدير من خلال استخدام النفط الإيراني في المياه الإقليمية لماليزيا وإندونيسيا والصين، من بين دول أخرى. ومع ذلك، تنطوي كل طريقة من هذه الأساليب على مناورات كبيرة وتكاليف من جانب إيران سيزيلها خط أنابيب غوره -جاسك القائم الآن.
كما سيعطي خط الأنابيب لإيران خيار إغلاق طريق عبور النفط الرئيسي في العالم - مضيق هرمز في الخليج الفارسي - لأغراض سياسية دون أن يؤثر الحصار على صادراتها النفطية. والسبب هو أن خط أنابيب غوره - جاسك لا يمر عبر مضيق هرمز ولا الخليج الفارسي. وبدلا من ذلك، فإنه يسمح بحرية حركة النفط الخام الخفيف والثقيلة والثقيلة جدا من خلال خط أنابيب يبلغ طوله 1100 كيلومتر وقطره 46 بوصة ويمتد من محطة غوره النفطية في مقاطعة بوشهر الشمالية الغربية إلى جبل مبارك في منطقة جاسك الغربية على طول بحر عمان ويخرج بحرية إلى أي مكان آخر في العالم. وقال مصدر رفيع المستوى في صناعة النفط والغاز يعمل بشكل وثيق مع وزارة النفط الإيرانية حصريا OilPrice.com الأسبوع الماضي إن "النموذج اللوجستي لتصدير النفط الذي كانت إيران تعمل معه قبل خط أنابيب غوره-جاسك لم يكن مستداما، حيث تم تحميل حوالي 90 في المائة منه في جزيرة خارغ، مما جعلها هدفا واضحا وسهلا للولايات المتحدة ووكلائها لشل قطاع النفط الإيراني وبالتالي اقتصادها". وقال "على العكس من ذلك، تريد إيران أن تكون قادرة على استخدام التهديد - أو الواقع - بإغلاق مضيق هرمز لأسباب سياسية دون استكمال تدمير تدفق عائدات صادراتها النفطية". والواقع أن أي حصار من هذا القبيل لمضيق هرمز من قبل إيران لن يكون فعالا للغاية لأي شيء قد تفكر فيه طهران فحسب، بل سيفيد إيران ماليا أيضا لأن أسعار النفط سترتفع بشكل كبير من جراء مثل هذا الإجراء.
وفى المراحل الاولى من تشغيله سينقل خط انابيب جوره - جاسك حوالى 350 الف برميل يوميا من البترول الخام . وسيزداد هذا في غضون شهر من التشغيل المرضي إلى قدرة تسليم يومية قدرها 000 460 برميل يوميا من النفط الخام الثقيل و 000 254 برميل يوميا من النفط الخام الخفيف إلى محطات التصدير. وبعد ما يصل إلى ثلاثة أشهر من التشغيل المرضي على هذه المستويات، ستزيد أحجام النقل مرة أخرى إلى مليون برميل يوميا. وسينصب التركيز في المرحلتين الأوليين من العملية على نقل النفط من مجموعة حقول النفط الضخمة في منطقة غرب كارون. وهذه الكميات المستهدفة من النفط الخام التي ستنقل في كل مرحلة من مراحل خط أنابيب غوره-جاسك واقعية تماما، حيث أن مجموعة حقول نفط غرب كارون وحدها تضم شمال وجنوب آزاديغان، وياران الشمالية والجنوبية، ويافاران - بالإضافة إلى بعض الحقول الأقل - التي تحتوي مجتمعة على ما لا يقل عن 67 مليار برميل من النفط.
ومع معدل استرداد متوسط يبلغ حاليا حوالي 4.5 في المائة فقط (مقارنة بأكثر من 50 في المائة في حقول نفط مماثلة في المملكة العربية السعودية)، فإن إمكانية زيادة الإنتاج من هذه الحقول بشكل كبير هائلة، لا سيما وأنها ليست هياكل يصعب استغلالها جيولوجيا. والواقع أن مجموعة غرب كارون لديها متوسط تكلفة رفع للنفط الخام (باستثناء الإنفاق الرأسمالي) باعتباره الأدنى في العالم، إلى جانب البراميل المثلى في المملكة العربية السعودية، عند 1-2 دولار فقط للبرميل. كما أن زيادة الإنتاج عبر مجموعة حقول غرب كارون النفطية بما لا يقل عن 500 ألف برميل يوميا لا يزال الالتزام الرئيسي من جانب الصين في الاتفاق مع إيران الذي مدته 25 عاما وكشفت عنه OilPrice.com.
وبالنظر إلى هذا الارتباط الوثيق الأولي بحقول غرب كارون الضخمة، فإن نقطة الانطلاق في هذه السلسلة اللوجستية لخط أنابيب غوريه-جاسك ستكون محطة ضخ غرب كارون، والنقطة الوسطى لمحطة الضخ في أوميديا، والمرحلة النهائية لمحطتي بحريغان وجاسك. وبمجرد وصول النفط إلى جاسك، سيتم تخزينه في أحد صهاريج التخزين العشرين القادرة على تخزين 500 ألف برميل من النفط، في المرحلة الأولى (إجمالي 10 ملايين برميل) ليتم تحميلها لاحقا على ناقلات نفط خام كبيرة جدا متجهة من خليج عمان إلى بحر العرب ثم إلى المحيط الهندي.
وذكر المصدر الايرانى ان المرحلة الثانية ستشهد توسعا فى سعة التخزين الاجمالية وقدرها 30 مليون برميل . وسيتم استيعاب هذه الشركات في مرافق الشحن بتكلفة تبلغ حوالي 200 مليون دولار أمريكي في المرحلة الأولى، على الرغم من أن الخطط هي توسيع القدرة على السماح بمزيد من الشحن المنتظم لمختلف المنتجات النفطية والبتروكيميائية وخاصة الطلب في آسيا.
وبالإضافة إلى ذلك، سيتم إنشاء ثلاثة مراسي أحادية النقطة، وغيرها من خصائص البنية التحتية لاستيراد وتصدير النفط الخام والمنتجات الأخرى، مع المزيد قيد الإنشاء. ووفقا لتعليق صدر مؤخرا عن حسين عظيمي، مدير شركة بارس للنفط والغاز التي تشرف على التطورات في حقل الغاز الطبيعي الإيراني العملاق غير المرتبط، جنوب بارس، يجري أيضا تركيب نظام تحميل SPM بسعة 7000 متر مربع في الساعة من طاقة التحميل في العسالوية، جنوب إيران.
ومن شأن ذلك أن يزيد من قدرة الحقل على تحميل مكثفات الغاز، وسيسمح كذلك بمعالجة الشحنات السائلة، مثل المنتجات النفطية، لسفن الناقلات. وقال المصدر الايراني لشبكة "OilPrice.com" انه "سيكون هناك عدد قليل من هذه المنشآت في الجنوب وفي خليج عمان في الاشهر المقبلة لأنها مفيدة جدا في المناطق التي لا تتوفر فيها منشأة مخصصة لتحميل او تفريغ البضائع السائلة". وستعمل هذه المركبات بطريقة مماثلة لتلك التي تعمل بها جارة إيران، العراق، من حيث أنها ستقع على بعد كيلومترات عديدة من المرافق البرية، وترتبط بها بسلسلة من خطوط الأنابيب تحت سطح البحر، وقادرة على التعامل مع أكبر هذه الأنابيب.