لحظة نادرة من الاستقرار لأسعار النفط
وكانت أسعار النفط تتجه بشكل عام نحو الارتفاع خلال الأشهر القليلة الماضية مع تحسن توقعات الطلب على السلعة وسط جهود التطعيم الجماعية. ولكن هذا الأسبوع، شهدت المعايير لحظة نادرة من الاستقرار.
وهذا الاستقرار لا يعكس الاستقرار في بيئة السوق. بل على العكس من ذلك، فإن الأحداث الصعودية والهابطة - القوية بنفس القدر - هي التي تلغي بعضها البعض في الوقت الحالي.
وعلى الجانب الهبوطي، لدينا الأخبار حول المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران في فيينا، حيث تشير معظم التقارير حول هذه التقارير إلى أن الاتفاق سيتم إغلاقه قريبا. ولكن في دليل على مدى هشاشة أي استقرار في أسواق النفط، ارتفعت أسعار الأمس بسبب التقارير التي تفيد بأن المحادثات قد اصطدمت بعقبة.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء اليوم الاثنين عن مدير العقود الآجلة للطاقة في ميزوهو بوب ياوجر قوله إن "الإيرانيين والقوى الغربية لا يمكنهم التوصل إلى التفاصيل التي من شأنها توقيع هذه الصفقة وتسليمها".
وفي أنباء أكثر سوءا حول المفاوضات، قالت صوفي غريفيث، محللة سوق أواندا، في مذكرة نقلتها وكالة رويترز يوم الثلاثاء إن "وزير الخارجية الأمريكي بلينكن سكب الماء البارد على احتمال الانتعاش، مشيرا إلى أنه لا يوجد ما يشير إلى أن إيران مستعدة للامتثال للالتزامات النووية".
وعلى الجانب الصعودي، هناك توقعات متفائلة بشأن الطلب على النفط مع إعادة فتح أوروبا والولايات المتحدة وبدء موسم القيادة. ودفعت هذه التوقعات غولدمان ساكس إلى الكتابة في مذكرة يوم الأحد الماضي أنه على الرغم من الاتفاق النووي الإيراني، إلا أن خام برنت قد لا يزال قد يبلغ 80 دولارا للبرميل في الربع الأخير من العام.
وأشار البنك إلى انتعاش أقوى مما كان متوقعا في السابق في التنقل من شأنه أن يعوض انخفاض الطلب على النفط في أمريكا اللاتينية وجنوب آسيا بسبب الوباء. وفي الوقت نفسه، أشار جولدمان إلى الانتعاش الأبطأ من المتوقع في إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة كعامل رئيسي للتوقعات بأن العرض العالمي يرتفع ببطء أكثر من الطلب.
وفي الوقت نفسه، تقوم صناديق التحوط بخفض تعرضها للنفط لمدة أسبوعين، وفقا لجون كيمب من رويترز. وفي عموده الأخير يوم الاثنين، أفاد كيمب أن صناديق التحوط وغيرها من مديري الأموال باعوا ما يعادل 35 مليون برميل من النفط الخام في عقود النفط الخام والوقود الستة الأكثر تداولا في الأسبوع حتى 18 مايو، وكان الجزء الأكبر في مراكز خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن إضافة مواقف هبوطية جديدة على عقود النفط والوقود كانت طفيفة، حيث بلغت 7 ملايين برميل فقط.
وكلما طالت مدة المفاوضات مع إيران، كلما طالت فترة تمتع ثيران النفط بالإمكانات التصاعدية للمحادثات. ومع ذلك، يبدو أن العديد من المحللين يعتقدون أن انتعاش الطلب قوي لدرجة أنه حتى لو تم التوصل إلى اتفاق وإضافة بضعة ملايين من برميل النفط الخام الإيراني يوميا إلى العرض العالمي، سيتم امتصاصها بسرعة دون التأثير على الأسعار.
ونقلت وكالة رويترز عن ستيفن برينوك من "بي في إم" قوله إن "العرض الإضافي من طهران من المتوقع أن يستوعبه السوق نتيجة لارتفاع الطلب الناجم عن اللقاح خلال الأشهر المقبلة".
وكانت ايران اعلنت في وقت سابق من هذا الشهر انها تزيد انتاجها ويمكن ان ترفعه الى 4 ملايين برميل يوميا في غضون ثلاثة اشهر. كما ستقوم أوبك بإضافة العرض - وإن كان ذلك تدريجيا جدا - خلال الأشهر القليلة المقبلة، كما تعلق آمالها على انتعاش الطلب العالمي مع زيادة التنقل بفضل التطعيمات.
غير أن التقلبات ستظل تزداد حدة إلى ما بعد لحظة الاستقرار القصيرة الحالية. وعلى الرغم من التوقعات الصعودية للطلب، كما عبر عنها جولدمان ومحللون آخرون، فإن حقيقة أن أسعار النفط قفزت على الفور بسبب الأنباء التي تفيد بأن المحادثات قد توقفت دليل كاف على أن الاستقرار لا يزال مجرد بدعة عابرة في أسواق النفط.