نيجيريا تحاول إحياء مشروع غيبوبة
لقد واجهت صناعة النفط النيجيرية عددا كبيرا من التحديات التقاضي الذي لا نهاية له، والاضطرابات الاجتماعية، والتخصصات التي تفكر بانتظام في الخروج من البلاد، وكل هذا على خلفية طلب مجتمعي حقيقي لجعل عائدات النفط أكثر إنصافا وسهولة في الوصول إليها وشفافية.
وفي حين أن مشروع قانون النفط الذي اعتمد مؤخرا قد يستخدم لإحياء شركة النفط الوطنية الوطنية، أو شركة النفط الوطنية التي سيتم التفرغ لها قريبا، أو إعادة تشغيل المصافي العاطلة في البلاد، فإن هناك كل الأسباب التي تجعلنا نعتقد أن نيجيريا قد تخطئ في تخصيص الزخم القوي الذي تتمتع به حاليا. إن إعادة خط أنابيب الغاز عبر الصحراء الكبرى الذي يبدو قديما إلى الحياة، الذي أشيد به باعتباره لبنة في "عقد الغاز" النيجيري، قد يكون أيضا التجسيد المثالي لمثل هذه المخاطر.
ويتكون خط أنابيب الغاز عبر الصحراء الكبرى أساسا من مشروعين منفصلين، أحدهما يربط جنوب البلاد الغني بالغاز بالمناطق المكتظة بالسكان في الشمال، ومشروعا من شأنه أن يشهد تصدير الغاز النيجيري لتوليد العملة التي تشتد الحاجة إليها. وبالنظر إلى الأهمية الاجتماعية والاقتصادية للقناة داخل نيجيريا، لا سيما وأن الرئيس بخاري ينحدر من الشمال، بدأت أعمال البناء على خط أنابيب أجاوكوتا - كادونا - كانو (الذي غالبا ما يختصر باسم حزب العمال الكردستاني) في العام الماضي، ولذلك كانت الفكرة تتعلق حقا بإيجاد استمرار محتمل له. وتلمح التصريحات العلنية لوزير النفط النيجيري تيميبري سيلفا إلى المخاوف بشأن جدوى خط الأنابيب بأكمله، بعد أن ذكرت أنه إذا "تمكنت الحكومة الاتحادية من الوصول إلى كانو، فيمكنها (أيضا) الاستمرار على طول الطريق إلى الجزائر"، ملمحا إلى أن الحكومة ترى حتى أن قسم خطوط الأنابيب داخل نيجيريا محفوف بالمخاطر. إن الأسباب التي تدفع نيجيريا إلى الدفع من أجل مثل هذه المشاريع واضحة إلى حد ما، فبلد أفريقيا الأكثر اكتظاظا بالسكان يتمتع باحتياطيات من النفط والغاز، ولكن التخصيص داخل البلاد لتلك الهيدروكربونات غالبا ما يكون مهتزا لأن نصف السكان يفتقرون إلى إمدادات الطاقة المستقرة. وبوضع فج، ستكون نيجيريا أفضل حالا إذا تمكنت من استخراج وتسويق احتياطياتها من الغاز التي كانت حتى الآن إما مشتعلة أو تركت دون تطوير.
وغني عن القول إن الإيرادات المفقودة من حرق الغاز الطبيعي هائلة، وتقدر شركة برايس ووترهاوس كوبرز أن إجماليها يتراوح بين 0.8 و1 مليار دولار في المتوسط سنويا. وتقدر الحكومة النيجيرية احتياطياتها الخاصة من الغاز ب 203 تريليون قدم مكعب (5.85 تريليون متر مكعب)، مما يعني أن ما يقرب من 3٪ من احتياطيات الغاز العالمية موجودة في نيجيريا، وقد تم حرق معظمها حتى الآن. وفي الوقت نفسه، يبلغ استهلاك نيجيريا على مستوى البلاد حوالي 700 مليار قدم مكعب سنويا (أقل قليلا من 20 مليار متر مكعب)، أي ما يعادل 40٪ من إجمالي الناتج في البلاد.
إن الأسباب التي تجعل خط الأنابيب العابر للصحراء شبه تجاري وفيرة، ومع ذلك فإن تكرار الحجج الرئيسية يستحق كل هذا العناء. أولا وقبل كل شيء، لا يمكن لنيجيريا أن تضمن أمن خط الأنابيب على طول الطريق عبر أراضي النيجر وجنوب الجزائر، وهي منطقة يستحيل السيطرة عليها بقدر ما يمكن للمرء أن يحصل عليها. ولا يمكن لنيجيريا حتى أن تسيطر على أراضيها على النحو الواجب، حيث لا يزال تمرد بوكو حرام يشكل تهديدا دائما بعد أكثر من 12 عاما. ثانيا، بدأ خط الأنابيب عندما كانت أسعار الغاز لا تزال مرتبطة في الغالب بأسعار النفط ولم يتم ربطها بحقائق تجارة الغاز اليوم. ثالثا، حتى في 2000 كان من المفترض أن يكون سعر خط الأنابيب إلى الشمال من 20 مليار دولار؛ ومع توتر شركة النفط الوطنية الوطنية التي يمكن أن تحصل عليها شركة نفط وطنية، فإن تمويل مثل هذا المسعى المغامر سيكون نادرا.
إن المكانة المالية المتوترة للجنةنا إلى نقطة الضعف الرابعة في خط الأنابيب العابر للصحراء الكبرى، أي اعتماده على التمويل الصيني. وتدرك السلطات النيجيرية جيدا أنها تحتاج إلى مصادر تمويل خارجية ولهذا السبب كان من المقرر أن يمول الجزء النيجيري من خط الأنابيب بنك الصين وسينوسور، وهما التزما بتقديم 2.6 مليار دولار للمشروع. وقد دفع ذلك اللجنة الوطنية للملكية إلى البدء في العمل على خط أنابيب حزب العمال الكردستاني، وتقديمه على أنه شكل جديد لنموذج تمويل أسهم الديون الذي يمكن أن يجعله قابلا للتطبيق اقتصاديا، ومع ذلك فإن المساعدة الصينية لم تصل أبدا. ويبدو أن التقارير الإعلامية التي ظهرت مؤخرا تشير إلى أن المؤسسات المالية الصينية لا تريد أن تكشف عن نفسها كثيرا بمثل هذا المسعى المحفوف بالمخاطر، وقد بدأت شركة البترول الوطنية الصينية في البحث عن شركاء محتملين آخرين في المشروع للحفاظ على استمرارية الأمور.
وحتى مع التغاضي عن مسألة التمويل الصيني، فإن خط الأنابيب العابر للصحراء يفتقر إلى الأساس الجيوسياسي الصلب الذي قد يستلزمه مشروع الغاز بهذا النطاق. ومن المحتم أن يكون الأمن هو القضية البدائية المطروحة هنا، أيا كان الأساس المنطقي الذي يمكن للمرء أن يسليه، فإن بناء خط أنابيب عبر منطقة قليلة السكان أصبحت واحدة من أكثر المناطق سخونة بالنسبة للجهادية الدولية لا يبشر بالخير لمستقبلها. وفي الوقت نفسه، لا يمكن وصف العلاقة الجزائرية النيجيرية بأنها غير غائمة. وفي أواخر القرن الحادي والعشرين، ذهب المسؤولون الجزائريون إلى حد مطالبة شركة البترول الوطنية الوطنية بإثبات احتياطياتها من الغاز، مطالبين بتقييم من طرف ثالث، وهو بالطبع لم يلق قبولا جيدا من إدارة يار أدوا الجزائرية. بالإضافة إلى ذلك، فإن نيجيريا تتقبل انقساما غريبا، حيث تطلق في الوقت نفسه نفس المشروع نحو بلدين شريكين محتملين، المغرب والجزائر. وبالمناسبة، تربط البلدين علاقة متوترة للغاية، تفاقمت بسبب نزاع طويل الأمد حول مستقبل الصحراء الغربية.
وعلاوة على ذلك، ينبغي إبراز أنه مهما كانت الخلفية القانونية في نيجيريا، فإن التنفيذ الفعلي للأنظمة مسألة مختلفة تماما في غياب منفذ غير منحاز. من الناحية الفنية، تم حظر حرق الغاز لما يقرب من ثلاثة عقود في نيجيريا، ومع ذلك فإنه لا يزال حدثا منتظما إلى حد ما. ولكن من المؤسف أن مشكلة نيجيريا لا تكمن في ندرة الأفكار من بين الأفكار التي لديها الكثير، والكثير منها في كثير من الأحيان. وتتمثل مشكلتها الرئيسية في التناقض بين كل ما هو مكتوب في الوثائق الرسمية وأوراق السياسات و البيانات الحكومية والواقع الفاسد بشكل شنيع للعمليات اليومية. وهذا التناقض على وجه التحديد هو الذي من شأنه أن يرسل حتما مشاريع الوحوش مثل خط الأنابيب العابر للصحراء الكبرى إلى أسفل البالوعة.