السعودية تنظر إلى هيمنة سوق النفط مع عودة الأسعار

2021/10/08 18:11
التركيز الرئيسي للمملكة العربية السعودية في المستقبل هو الحفاظ على هيمنتها في أسواق النفط الآسيوية
  • المملكة العربية السعودية تتعافى أخيرا من عام كارثي في عام 2020، مع عائدات النفط تتجاوز مستويات ما قبل الوباء

  • التركيز الرئيسي للمملكة العربية السعودية في المستقبل هو الحفاظ على هيمنتها في أسواق النفط الآسيوية، لا سيما باعتبارها أكبر مصدر للصين

  • كما تركز المملكة النفطية على توسيع قطاعات النفط في منتصف الطريق والمصب، مما يساعد على الحد من اعتمادها على النفط والغاز في المنبع

  • بعد عام صعب خلال كوفيد، بدأت المملكة العربية السعودية وصناعة النفط والغاز في الانتعاش أخيرا مع تعافي الطلب العالمي على النفط.

  • تتجاوز عائدات النفط في المملكة العربية السعودية مستويات ما قبل الوباء مع تحقيق عائدات صادرات النفط أعلى مستوياتها منذ عام 2018 بفضل تخفيضات إمدادات النفط في أوبك+ مما أدى إلى ارتفاع الأسعار في جميع أنحاء العالم. مع وصول سعر خام برنت إلى 83.47 دولار للبرميل هذا الأسبوع، يحتفل منتجو النفط في جميع أنحاء العالم.

  • وبلغت عائدات النفط في المملكة العربية السعودية 19 مليار دولار في يوليو/تموز، وتأمل الحكومة أن تساعد في خفض عجز الموازنة إلى 1.6 في المائة من ناتجها المحلي الإجمالي في عام 2022. ويمكن تحقيق ذلك إذا وصلت إيرادات المملكة العربية السعودية إلى مستويات أعلى بنسبة 4.5 في المائة مما كان متوقعا في الأصل. 

  • ويعود هذا الانتعاش الهائل إلى حد كبير إلى إعادة فتح البلاد المثيرة للإعجاب في أعقاب وباء كوفيد، الذي لا يزال يضرب عدة بلدان في جميع أنحاء العالم بشدة. من خلال فتح الإنتاج وخفض القيود المفروضة على كوفيد، تمكنت المملكة العربية السعودية من إعادة قطاع النفط والصناعات الأخرى إلى مسارها الصحيح، حيث لا تزال العديد من الدول الأخرى تكافح.

  • ومع استمرار تراجع تخفيضات أوبك+ في عام 2022، تتوقع المملكة العربية السعودية إنتاج ما متوسطه 9 ملايين برميل يوميا في عام 2021، و9.7 مليون برميل يوميا في عام 2022، وأكثر من 10 ملايين برميل يوميا في عام 2023، من إجمالي الطاقة الإنتاجية المحتملة البالغة 12 مليون برميل يوميا. ومع بقاء الطلب على النفط قويا، وبعد عام من الركود، فإن إمكانات الإنتاج الزائدة هذه تمنحه مجالا للمناورة اعتمادا على الطلب العالمي.

  • أعلنت المملكة العربية السعودية عن خطط لزيادة تركيزها على عمليات منتصف الطريق والمصب كوسيلة لتعزيز الإنتاج في حين لا يزال الطلب مرتفعا، مما يعزز موقفها من الإنتاج المستمر وتصدير النفط والغاز في المستقبل.

  • وتوضح "ستاندرد آند بورز جلوبال ريبورتس" أن "السلطات ستواصل أيضا الحفاظ على الجهود الرامية إلى إعادة التوازن إلى صناعة الهيدروكربونات بعيدا عن اعتمادها على إنتاج وتصدير النفط الخام في المنبع، ونحو الغاز الطبيعي وأنشطة الهيدروكربونات ذات القيمة المضافة في منتصف الطريق مثل التكرير والبتروكيماويات والمواد الكيميائية والمعادن". ولذلك، "ستواصل العديد من المشاريع الهيدروكربونية الكبيرة زيادة الإنتاج في 2021-2024".

  • وقد يؤدي هذا التحول إلى تجاوز المملكة العربية السعودية لقدرتها على الإنتاج بمقدار 12 مليون برميل يوميا لتصل إلى 13 مليون برميل يوميا بحلول عام 2027. وتأمل شركة النفط المملوكة للدولة أرامكو في زيادة الإنتاج من خلال زيادة الاستثمار في هذا القطاع طالما ظل الطلب مرتفعا قبل أن يتضاءل الطلب بشكل حتمي مع توفر بدائل الطاقة المتجددة على نطاق أوسع.

  • ولضمان مكانة البلاد في سوق النفط الدولية، تركز المملكة العربية السعودية على الحفاظ على روابط قوية مع الصين والعديد من الدول الآسيوية الأخرى، حيث من المتوقع أن تشكل آسيا 90 في المائة من جميع الطلب على النفط في غضون السنوات الخمس المقبلة.

  • وفي الوقت الحاضر، لا تزال المملكة العربية السعودية أكبر مصدر للنفط في الصين حيث بلغ حجم إنتاجها 1.96 مليون برميل يوميا في سبتمبر/أيلول، بزيادة 53 بالمائة عن نفس الفترة من العام الماضي. وعلى الرغم من التخفيضات الكبيرة في إنتاج أوبك+ خلال العام الماضي، ظلت المملكة العربية السعودية أكبر مصدر للنفط الخام في الصين في عام 2020، متغلبة على روسيا على اللقب.

  • وللحفاظ على مكانتها داخل آسيا، خفضت المملكة العربية السعودية أسعار جميع درجاتها من النفط الخام إلى المستوردين في جميع أنحاء آسيا في أكتوبر مقارنة بشهر سبتمبر، بينما تركت أسعار التصدير إلى شمال غرب أوروبا والولايات المتحدة دون تغيير. وخفضت المملكة العربية السعودية أسعار خامها العربي الخفيف بمقدار 1.30 دولار للبرميل،وهو أعلى انخفاض شهري خلال العام الماضي، مما صدم سوقا كانت تتوقع خفضا أقل.

  • إن إمدادات النفط السعودية إلى الصين والهند ودول آسيوية أخرى ليست مجرد استجابة للطلب الحالي في السوق، بل هي خطة طويلة الأجل للحفاظ على مكانتها كأكبر منتج للنفط في العالم لسنوات قادمة.

  • وفي مارس/آذار، قال الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو أمين ناصر أمام منتدى التنمية الصيني إن النفط السعودي سيواصل دعم أمن الطاقة في الصين على مدى السنوات الخمسين المقبلة وما بعدها. وفي حين تتطلع الصين إلى المنتجين المحليين للحصول على جزء من إمداداتها من النفط الخام، مما يضمن عدم وضع كل بيضها في سلة واحدة، فضلا عن تشجيع أسعار نفط أكثر تنافسية، فإن المملكة العربية السعودية ليست قلقة بشأن وضعها في المنطقة.  

  • وقالناصر " انضمان الامن المستمر لاحتياجات الطاقة فى الصين يظل اولويتنا القصوى ليس فقط للسنوات الخمس القادمة ولكن للخمسين عاما القادمة وما بعدها " . وأيد موقفه من إنتاج وتصدير الوقود الأحفوري الجاري في البلاد من خلال شرحه قائلا: "نحن نقدر أن حلول الطاقة المستدامة حاسمة لانتقال الطاقة العالمي بشكل أسرع وأكثر سلاسة ... لكن من الناحية الواقعية، سيستغرق ذلك بعض الوقت نظرا لوجود بدائل قليلة للنفط في العديد من المناطق".

  • في الوقت الذي يبدو فيه سوق النفط والغاز في المملكة العربية السعودية قويا كما كان دائما، تضع أرامكو المملوكة للدولة استراتيجية لضمان بقائها على هذا النحو. ومن خلال تعزيز إمكانات الإنتاج في البلاد في وقت تقوم فيه دول أخرى بخفض استثماراتها النفطية، وترسيخ العلاقات مع سوق آسيوية تتوقع أن تهيمن على الطلب العالمي على النفط، تتوقع المملكة العربية السعودية الحفاظ على مكانتها لسنوات قادمة.